مع إعلان نتائج المحليّات، تكون الجزائر قد أتمّت بناء مؤسساتها بسواعد شعبنا الأبيّ، وحققت عزمها على المضيّ قُدُما نحو واقع أفضل، يصدّق الآمال المعلّقة على جزائر جديدة تتأسس على العدالة والإنصاف، وتحمي حريّة جميع أبنائها، وتضمن لهم العيش الكريم.
غير أنّنا لا ينبغي أن نتوقف عند حدود العملية الانتخابية ونتائجها، لنتحدث عن أهداف تتحقّق، وإنّما الواجب يقتضي أن تتظافر جميع الجهود من أجل تحقيق تلك الغايات السّامية التي قصدت إليها الاستحقاقات على اختلافها، فما تحقّق إلى حدّ الآن، خطوات جبّارة نحو الأفضل، لكن يبقى أن كل جزائريّ مطالب بالإسهام في تحقيق تلك الغايات النبيلة..
وإذا نظرنا إلى أطوار العملية الانتخابية، نلاحظ، أن التغيير قد انسحب فعلا على كلّ أطوار الانتخاب، كي يحفظ للناخب صوته ولم يبق الآن سوى التغيير الأساسي الذي ينبغي أن يتحقق، وهو أن يقوم كل مسؤول محلي، على واجباته كاملة لا ينقص منها شيئا، فالمسؤولية يتحمّلها الجميع، والنجاح لا يصنع بيد واحدة، ولعل هذا ما دعا الرئيس تبون إلى الإعلان عن مفتشية عامة على مستوى رئاسة الجمهورية، من أجل المتابعة الدّقيقة لكل ما ينبغي القيام عليه، والحرص على تحقيقه..
وظاهر أن الظروف الآن مهيأة بشكل جيّد من أجل إرساء أسس الجزائر الجديدة، فالمؤسسات جاهزة، والإيمان بضرورة التغيير راسخ، ولم يبق سوى التشمير على السّواعد، والعمل بإخلاص وتفان من أجل حفظ أمانة الشّهداء..